[قاعة المحكمة – أجواء مشحونة بالتوتر]
[كانت إيفا تجلس بجوار آنا، يداها متشابكتان في حجرها بينما تحاول إخفاء ارتجاف أصابعها. أمامهما، وقف المحامي، يستعد للدفاع عن والدها، بينما القاضي يحدق في الملفات أمامه بوجه جامد.]
القاضي (بصوت رسمي): "القضية رقم 247، المتهم: بينجامين كروفورد، المحاسب السابق في شركة ستيرلنغ للاستثمارات، متهم بالتلاعب في الحسابات المالية وإلحاق خسائر جسيمة بالشركة."
[رفعت إيفا رأسها، نظرت إلى والدها الذي كان واقفًا خلف منصة المتهمين. كان يبدو منهكًا، لكن نظراته لم تفقد رباطة جأشه.]
القاضي (مكملًا): "بعد مراجعة الأدلة المقدمة من الادعاء، لم نجد أي مستندات تثبت براءة المتهم. جميع البيانات تشير إلى تورطه المباشر في القضية، إضافة إلى الديون المسجلة باسمه."
[ضغطت إيفا على يديها بقوة، غير مصدقة ما تسمعه. التفتت إلى المحامي، الذي بدا مرتبكًا.]
المحامي: "سيدي القاضي، موكلي بريء! لا توجد أي دلائل ملموسة على أنه كان المسؤول عن هذه المخالفات. نحن نطالب بإعادة التدقيق في السجلات المالية والتحقيق مع موظفين آخرين قد يكونون متورطين!"
[لكن القاضي لم يبدُ مقتنعًا. التفت إلى المدعي العام، الذي وقف بثقة، مستندًا إلى طاولة الادعاء.]
المدعي العام: "سيدي القاضي، الأدلة التي جمعناها من داخل الشركة واضحة تمامًا. السيد كروفورد استغل منصبه كمحاسب رئيسي للتلاعب بالأرقام، وتم تحويل مبالغ كبيرة لحسابات غامضة. حتى الآن، لم يتم العثور على الأموال، مما يثبت أنه كان ال*قل المدبر خلف هذه الجريمة."
إيفا (بغضب وهي تنهض من مقعدها): "هذا غير صحيح! والدي ليس مجرمًا!"
[آنا أمسكت بذراعها محاولًة تهدئتها، بينما نظر القاضي إليها بصرامة.]
القاضي: "الهدوء في قاعة المحكمة، أو سيتم إخراجكِ."
[حبست إيفا أنفاسها وجلست مجددًا، بينما أكمل القاضي قراءة الحكم.]
القاضي: "نظرًا لعدم توفر أدلة تثبت براءة المتهم، واستنادًا إلى الأدلة المقدمة من الادعاء، فإن المحكمة تحكم بالسجن لمدة خمس عشرة سنة مع مصادرة جميع ممتلكاته لسداد الخسائر الناجمة عن الاختلاس."
[ساد ال**ت للحظات. شعرت إيفا وكأن العالم انهار من حولها. آنا وضعت يدها على كتفها محاولة دعمها، لكن الدموع تجمعت في عينيها.]
إيفا (بهمس، غير مصدقة): "لا… هذا مستحيل..."
[تم اقتياد والدها من القاعة وسط نظرات الحضور، بينما هي لم تستطع حتى الوقوف. المحامي نظر إليها بأسف.]
المحامي: "سأحاول استئناف الحكم، لكن الأمر صعب بدون أدلة جديدة."
[إيفا لم تسمع حتى ما قاله. كان عقلها مشوشًا تمامًا… ووسط كل ذلك، لم تستطع التوقف عن التفكير في جوني. أين هو؟ لماذا اختفى فجأة؟ وهل يمكن أن يكون لهذا علاقة بكل ما يحدث؟]
كان تايلور ذو الشعر الأحمر يقف في أحد زوايا القاعة، يراقب عن كثب إيفا وهي تتحطم أمام عينيه. كانت نظراته تتنقل بين تعبيرات وجهها التي كانت تكاد تنطق بالألم، وبين والدها الذي تم اقتياده بعيدًا بعد أن سقط الحكم عليه. كان قلبه يثقل، يملؤه الأسف. كان قد تلقى أوامر من هنري لمراقبة إيفا، ومهما كان شعوره تجاهها، لم يكن له خيار سوى تنفيذ مهمته.
تايلور (مفكرًا في نفسه): "ماذا يمكنني أن أفعل؟ هذه الفتاة لا تستحق كل هذا الألم. إنها محاصرة في قسوة الحياة… لكنني مجبر على الاستمرار."
كان يراقبها تخرج من القاعة، تمسك بذراع آنا، وعيناها تملؤهما الدموع. كانت خطواتها بطيئة، وكأنها تحمل جبالًا على قلبها. كان مشهدًا مؤلمًا، لكنه في ذات الوقت كان يثير تعاطفه.
بينما كانت إيفا تتوجه إلى منزل آنا، لم يترك تايلور مكانه، بل تابعها بعينيه عن كثب. ثم، بعد أن تأكد من أنها وصلت إلى هناك بأمان، تحرك بسرعة نحو مكتب القائد هنري. كان لديه تقرير يجب أن يقدمه، ولو كان في قلبه شيء من القلق تجاه تلك الفتاة.
[في مقر المنظمة]
دخل تايلور إلى مكتب هنري، حيث كان القائد منهمكًا في قراءة بعض الأوراق. رفع هنري نظره ببطء نحو تايلور وهو يقترب منه.
هنري (بصوت هادئ، لكنه يحمل تهديدًا خفيًا): "هل هي في الأمان؟"
تايلور (متحفظًا): "نعم، إنها في منزل آنا الآن. لكن… كان من الصعب تجاهل ما رأيته في المحكمة. إيفا كانت في حالة انهيار، ومع ذلك، يبدو أن محامي والدها لا يستطيع تقديم أي شيء جديد. الحكم قاسي جدًا عليها."
هنري (بتفكير عميق): "هذه القضايا لا تهمنا. نحن هنا لمراقبة جوني، وتلك الفتاة مجرد جزء من المعادلة."
تايلور (بصوت منخفض): "لكن… لا أستطيع أن أتجاهل ما شعرت به حين رأيتها. قلبها محطم."
هنري (نظرة حادة): "تذكر مهمتك، تايلور. أنا لا أريد أن أسمع أي حديث عن مشاعر. إيفا ليست هدفًا، هي فقط تبعثر انتباهك. نحتاج إلى التركيز على جوني."
[تايلور **ت لفترة، ثم أومأ برأسه، وهو يعلم جيدًا أن هنري لا يتسامح مع أي شكوك.]
تايلور: "بالطبع، سيدي. سأتواصل معك إذا استجد أي شيء."
في الزنزانة، كان جون لي جالسًا على الأرض، كتفاه منحنية في **ت عميق. كان فريدريك قد جاء ليحضر له الطعام، وهو يعلم أن مهمته ليست فقط تقديم الطعام، بل أيضًا محاولة تهدئة أعصاب جوني.
فريدريك (بصوت هادئ): "ها هو طعامك، جوني. أعتقد أنه قد يساعدك في التغلب على هذه اللحظات العصيبة."
جون لي (بصوت غريب، يحمل شيئًا من الإحباط): "أعتقد أني لن أتمكن من تناول الطعام الآن، فريدريك. فكري كله مع إيفا. لا أستطيع أن أتخيل ماذا تشعر."
فريدريك (مطمئنًا): "لا تقلق بشأن إيفا. سمعت من تايلور أن الأمور قد تكون صعبة، لكنها محاطة بمن يهتم بها، وهي قوية بما فيه الكفاية لتجاوز هذا."
جون لي (بعينين مليئتين بالقلق): "لكنها ليست قوية بما يكفي لتحمل كل هذا بمفردها. لم أكن هناك عندما كانت في أمس الحاجة لي."
فريدريك (بتفهم): "القائد هنري قد تحدث معك، أليس كذلك؟ أنت تعرف الآن أن بإمكانك البقاء على قيد الحياة هنا، ولكن عليك أن تقرر ما إذا كنت ستعود إلى المنظمة من أجل إيفا. لا تتعلق كثيرًا بما يحصل الآن. كل شيء سيكون على ما يرام."
جون لي (بصوت هادئ): "إذا كنت تظن أنني سأستطيع العودة إلى تلك الحياة… فأنت مخطئ، فريدريك. لكن إذا كانت عودتي تعني حماية إيفا، فلا أستطيع أن أرفض."
فريدريك (بابتسامة ضعيفة): "فكر في ذلك جيدًا. لقد حاولت أن أطمئنك، لكن عليك أن تعرف أنه إذا لم تكن لد*ك القوة على الخروج من هذا الوضع، فسيكون من الصعب على الجميع."
[خرج فريدريك بهدوء، تاركًا جون لي ليواجه مصيره بقراره الخاص.]
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.