من هي ؟

عند عودتهما إلى المقر، كان الجو مشحونًا بالتوتر. جون لي كان في حالة من الغضب المكتوم، ولم يتحدث مع أحد وهو يمر عبر الممرات بسرعة. أما إيريك، فقد ظل صامتًا طوال الطريق، وكأن كل ما حدث بينه وبين جون لي في المعبد كان مجرد حادث عابر. رغم الألم الذي شعر به في عنقه بسبب القبضة الخانقة، كان يفضل تجاهل الأمر وعدم إثارته.

لكن عندما وصلوا إلى مقرهم، لم يكن إيريك لي**ت طويلاً. كان يعرف أن هناك شيئًا غير طبيعي في سلوك جون لي تجاه إيفا، ولم يكن ليبقى مكتوف اليدين. جمع إيريك مع تايلور، ويليام، وجاك في غرفة الاجتماعات. جلست المجموعة في دائرة، وكل منهم يشعر بترقب لما سيقوله إيريك.

إيريك (بهدوء، وهو يراقب الجميع):

"أريد أن أخبركم بما حدث اليوم... لكن أولاً، دعوني أخبركم عن الوضع."

تايلور (بتعبير جاد):

"ماذا حدث؟ لماذا كان جون لي يتصرف بهذه الطريقة؟"

إيريك (أخذ نفسًا عميقًا ثم بدأ يروي):

"بينما كنت في المعبد مع إيفا، خرجت لتأخذها في نزهة صغيرة... كانت الأمور على ما يرام حتى دخلنا إلى الرواق، وفجأة وجدت جون لي هناك. لم يتحدث معي، لكنه ألقى عليّ نظرة كانت مليئة بالغضب. فاجأني بهجومه المفاجئ، حيث أمسك بي من عنقي وكاد يختنقني."

كانت الغرفة تعمّ بال**ت بعد كلام إيريك. جاك كان أول من فتح فمه، وعيناه تومضان بالقلق.

جاك:

"هل كان هناك سبب لهذا الهجوم؟ هل كان غاضبًا بسبب إيفا؟"

إيريك (بهدوء، وهو يحاول تهدئة الموقف):

"نعم، إنه واضح كما هو. كان غاضبًا من تعاملي مع إيفا... ويبدو أنه لا يستطيع تقبل أي أحد يقترب منها. حتى لو كانت مجرد علاقة زمالة أو صداقة، هو يراها تهديدًا."

ويليام (بصوت منخفض، وكأنه يحاول تحليل الوضع):

"هل تعتقد أنه يفقد السيطرة على مشاعره بسبب إيفا؟ هل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر من مجرد اهتمام عادي؟"

إيريك:

"أعتقد أن هناك هوسًا متزايدًا من جانبه تجاهها. لقد شعرت بذلك منذ فترة... هو يعتقد أن إيفا ملك له أو شيء يمكنه التحكم فيه. المشكلة أنه لا يستطيع التعامل مع أي شخص يقترب منها."

كان الجميع في الغرفة يستمعون ب**ت إلى إيريك، وعلامات القلق والدهشة تتسارع في أعينهم. لكن تايلور، الذي كان دومًا ص**حًا، شعر أن الأمر يتجاوز مجرد التهديد الجسدي.

تايلور:

"أعتقد أن هناك شيئًا خطيرًا يحدث هنا. إذا استمر جون لي في هذا السلوك، قد يتسبب ذلك في مشاكل لنا جميعًا. نحن بحاجة إلى أن نوقف هذا قبل أن يخرج عن السيطرة."

إيريك:

"هذا بالضبط ما أخشاه... هو قد يفقد عقله تمامًا إذا استمر في هذا الهوس. لكنه ليس مستعدًا لتقبل أي شخص آخر بالقرب من إيفا، حتى لو كان في إطار مساعدتها أو رعايتها."

ويليام:

"نحن بحاجة إلى خطة لمواجهته. لا يمكننا أن نسمح لهذا الشخص أن يسيطر على الوضع، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص آخر."

جاك (بإشارة نحو إيريك):

"أنت على حق. يجب أن نعمل معًا على هذا الموضوع. لكن في الوقت نفسه، يجب أن نكون حذرين. جون لي ليس شخصًا يمكننا التلاعب به بسهولة."

ترك الجميع الاجتماعات وهم يشعرون بقلق أكبر مما كانوا عليه قبل ذلك. كانت المشكلة أكبر من مجرد سلوك جون لي تجاه إيفا؛ كانت تتعلق بكيفية تأثير ذلك على الجميع في الفريق وعلى سلامتهم النفسية والجسدية. إيريك كان يدرك أن عليه اتخاذ خطوات حاسمة لتجنب تصعيد الأمور، ولكن كان يعرف أن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا لم يتعاملوا معها بحذر.

في تلك اللحظة، أدرك الجميع أن المعركة ليست فقط ضد التهديدات الخارجية، بل ضد هوس جون لي الذي قد يدمر الجميع من الداخل.

عندما وصل الخبر إلى فريدريك، شعر بشيء من القلق. كانت لديه شكوك منذ فترة حول تصرفات جون لي، لكن الآن أصبح الأمر أكثر وضوحًا. فكان يشعر أن سلوك جون لي تجاه إيفا لم يكن مجرد اهتمام عابر أو خوف من فقدان السيطرة. كان هناك شيء أعمق وراء ذلك، شيء يظن فريدريك أن جون لي يخفيه.

في أحد الأيام، وبعد أن اجتمع الفريق، توجه فريدريك إلى جون لي بشكل غير رسمي، في محاولة لكشف ما كان يختبئ وراء غموضه.

فريدريك (وهو ينظر إليه بتمعن، محاولة ل**ر الحاجز بينهما):

"لقد لاحظت شيئًا غريبًا في تصرفاتك مؤخرًا، جون لي... يبدو أن هناك شيئًا تخفيه. سلوكك تجاه إيفا بدأ يبدو غير طبيعي، والكل يشعر بذلك. هل هناك شيء آخر وراء كل هذا؟ شيء لا نعرفه؟"

جون لي (ينظر إلى فريدريك ببرود، ثم يلتفت بعيدًا للحظة قبل أن يجيب، صوته هادئًا ولكن حازمًا):

"أنت على خطأ، فريدريك. ليس هناك شيء خفي. أنا فقط أريد أن أحميها."

لكن فريدريك شعر أن هناك شيئًا مريبًا في رد جون لي. كان هناك شيء في عينيه، شيء كان يريد إخفاءه بشدة، كأنه كان يحاول إخفاء سر ثقيل على قلبه.

فريدريك (بابتسامة شبه ساخرة، محاولًا الضغط أكثر):

"تحميها؟ هل تحاول إخفاء مشاعرك الحقيقية خلف هذه الكلمات؟ لا تنسى أننا نعرف بعضنا جيدًا. لا تخبرني أنك لا ترى كيف أصبح تصرفك يشكّل تهديدًا لها."

جون لي (غاضبًا، ووجهه يزداد شحوبًا):

"أنا لا أحتاج لكلماتك هذه، فريدريك. لا يوجد شيء تخشى منه هنا."

فريدريك (مراقبًا له، عينيه مشبعة بالشك):

"أنت لست الشخص الذي كنت أعرفه، جون لي. قد تخدع الجميع هنا، لكن ليس لي. يجب أن تخرج عن هذا الغموض."

لكن جون لي ظل صامتًا، لم يكشف عن أي شيء آخر، وعيناه لا تعبران إلا عن الغضب والقلق في آن واحد. فريدريك عرف أن شيئًا ما يخبئه جون لي، لكنه لم يكن قادرًا على معرفة ماهية هذا السر بعد.

فريدريك (بصوت منخفض، وهو يحاول فهم ما يجري):

"لا يهمني ما تخفيه، لكن إن كان ما تشعر به تجاه إيفا أكثر من مجرد حماية، يجب أن تعترف بذلك لنفسك أولاً."

ثم ترك فريدريك جون لي، وهو يشعر بقلق أكبر مما كان عليه قبل الحديث. كانت هناك أكثر من مجرد شكوك حول جون لي، وكان فريدريك يدرك تمامًا أن الصراع الحقيقي كان يدور في داخل جون لي، لكنه كان يخبئه بعمق. إن لم يتمكن من حل اللغز الذي يخبئه جون لي، فقد يصبح هذا السر دمارًا له وللبقية.

القائد هنري كان يجلس على مكتبه في مقرهم، محاطًا بالعديد من الأوراق والمستندات التي تحتوي على تفاصيل مهمة تتعلق بالعديد من الأشخاص في المنظمة. لكنه كان يبدو مشغولًا أكثر من أي وقت مضى بمسألة إيفا. منذ أن ظهرت في حياتهم، كانت هناك العديد من الأسئلة التي لم تجد إجاباتها بعد، خاصة فيما يتعلق بماضيها.

مع مرور الوقت، أصبح هنري مقتنعًا أن هناك شيئًا غامضًا حول إيفا. لم يكن مجرد القلق حول مشاعر جون لي تجاهها أو تصرفاتها غير المألوفة. كان يشعر بأن ماضي إيفا هو مفتاح لفهم الكثير من الأمور التي تحدث حولهم. لهذا السبب، قرر أن يبدأ في البحث عن ماضيها، معتقدًا أن هذا قد يكشف عن جوانب كانت مخفية عنهم جميعًا.

القائد هنري (وهو يضغط على زر الاتصال في مكتبه، ينظر إلى الأوراق أمامه بتركيز شديد):

"سام، أحتاج منك أن تبحث عن ماضي إيفا. كل ما تملكه من معلومات. لا تترك أي تفاصيل غير مستكشفة. إذا كان هناك أي سجل أو وثيقة يمكن أن تضيء لنا الطريق، أريد أن أعرفها."

بعد لحظات، أجاب سام بنبرة جدية، متأكدًا من أهمية المهمة:

"بالطبع، قائد هنري. سأبدأ البحث فورًا."

مر الوقت سريعًا، وفي اليوم التالي، عاد سام إلى القائد هنري وهو يحمل مجموعة من السجلات والملفات التي تثبت أن إيفا كانت متبناة ومجهولة الهوية. كانت الأوراق مكتوبة بشكل رسمي، مع بعض التفاصيل التي تشير إلى أنها كانت تحت رعاية أسرة أخرى قبل أن يتم تبنيها من قبل عائلة مجهولة.

سام (وهو يضع الأوراق على الطاولة أمام هنري):

"هذه السجلات التي وجدتها، قائد هنري. يبدو أن إيفا تم تبنيها في سن صغيرة، ولا توجد أي معلومات محددة عن أسرتها البيولوجية. هويتها الأصلية غير معروفة تمامًا."

القائد هنري (وهو يمرر يديه عبر السجلات، يعيد قراءة المعلومات بعناية، ويفكر في كل الاحتمالات):

"متبناة... مجهولة الهوية... هذا يفتح الباب للكثير من الأسئلة. لماذا تم إخفاء هويتها؟ لماذا لا توجد أي معلومات عن عائلتها البيولوجية؟ يبدو أن هناك شيءًا خطيرًا وراء كل هذا."

سام (بتردد، وهو يراقب ردة فعل هنري):

"هناك شيء آخر أيضًا. لا توجد أي آثار لعائلتها السابقة أو سجلات يمكن أن تربطها بأحد... كأنها اختفت تمامًا من السجلات الرسمية."

القائد هنري (بتفكير عميق، وعيناه تضيء بشيء من الإدراك):

"هذا غير طبيعي. هناك سر كبير هنا. إذا كانت إيفا قد تم تبنيها بشكل غير عادي، فربما تكون هناك جهة تقف وراء هذا، ربما تكون مرتبطة بشيء أكبر من مجرد حياتها السابقة."

أغلق هنري السجلات أمامه، وهو ينظر إلى سام بحزم:

"ابحث أكثر. حاول الاتصال بأي جهات قد تكون متورطة في هذا الموضوع. علينا أن نكشف الحقيقة وراء ماضي إيفا. هذه المعلومات قد تكون بداية لفهم أكبر مما يحدث."

بينما كان هنري مشغولًا في تفكيراته العميقة حول إيفا، بدأ سام في جمع المزيد من المعلومات، متأكدًا أن الكشف عن ماضي إيفا قد يكون خطوة حاسمة لفهم أحداث أكبر قد تكون على وشك الحدوث.