في ذلك اليوم، لم يعد بينجامين إلى المنزل. بدلاً من ذلك، وجد نفسه جالسًا في أحد الحانات المظلمة، أمامه زجاجة شراب فارغة تقريبًا، وعيناه شاردتان في الفراغ. كانت الصدمة أكبر مما يحتمل، والشعور بالظلم يخنقه. كيف يمكن أن تنهار حياته في لحظة؟ كيف يمكن أن يُتهم دون دليل قاطع؟
في هذه الأثناء، تولى جوني مسؤولية إيفا. خرج مبكرًا من العمل ليأخذها من المدرسة، محاولًا إخفاء توتره بابتسامة مصطنعة.
إيفا (ببراءة وهي تمسك يده): "أين أبي؟ لماذا لم يأتِ اليوم؟"
جوني (يتن*د محاولًا الحفاظ على هدوئه): "والدك مشغول قليلاً، لكنه بخير. لا تقلقي، سأكون معك حتى يعود."
لكن عندما وصلا إلى المنزل، كان انزعاج إيميليا واضحًا. لم تكن مرتاحة لوجود جوني، خاصة في غياب بينجامين.
إيميليا (وهي تعقد ذراعيها): "لماذا أنت هنا؟ وأين بينجامين؟"
جوني (بهدوء): "لديه بعض المشاكل، لكنني سأتكفل بإيفا حتى يعود."
إيميليا (بصوت حاد): "مشاكل؟ جوني، لا تخفي عني شيئًا. ما الذي يجري؟"
أدرك جوني أنه لا يمكنه الإفصاح عن كل شيء الآن، فاختار كلماته بحذر.
جوني: "لا تقلقي، سأساعده في حل الأمور. فقط اعتني بإيفا الليلة."
بقي جوني معهم لبعض الوقت، محاولًا تهدئة الأجواء. لكن نظرات إيميليا كانت تلاحقه، تعلم أن هناك شيئًا خطيرًا يحدث.
بعد فترة قصيرة، غادر جوني المنزل ليبحث عن صديقه. لم يكن من الصعب العثور عليه، فقد عرف مباشرة المكان الذي قد يذهب إليه بينجامين. عندما دخل الحانة، وجده جالسًا هناك، رأسه منحنٍ فوق الطاولة، والكحول تفوح منه رائحته.
جوني (بغضب وهو يجلس أمامه): "حقًا، بينجامين؟ هذا هو الحل برأيك؟"
رفع بينجامين رأسه ببطء، عينيه حمراوان من الشراب والإرهاق.
بينجامين (بصوت متثاقل): "أنا... ضائع، جوني. انتهيت. ماذا سأفعل؟"
جوني (بحزم وهو يسحب الزجاجة بعيدًا عنه): "ستنهض وتحارب، هذا ما ستفعله! الآن، قف وسنخرج من هنا. لدينا عمل لننجزه."
نظر بينجامين إلى صديقه للحظة، ثم أسند رأسه على الطاولة وهو يهمس:
بينجامين: "لا أعرف إن كنت أملك القوة لذلك بعد الآن…"
لكن جوني لم يكن مستعدًا للاستسلام بهذه السهولة.
كان بينجامين في أسوأ حالاته. كان جسده ثقيلاً على جوني، وكلماته مبعثرة بين الهمهمات غير المفهومة. لم يكن بينجامين الرجل الذي يعرفه جوني، بل ظلٌّ لشخص محطم، غارق في بحر من الضياع واليأس.
عندما وصلا إلى منزل جوني، بالكاد استطاع جوني جره إلى الداخل وإلقاءه على الأريكة. جلس جوني على الكرسي المقابل، متن*داً وهو يراقب صديقه، الذي كان يحدق به بنظرة غريبة، غير مفهومة.
بينجامين (بصوت مثقل بالكحول): "لماذا… لماذا تساعدني دائمًا، جوني؟ ماذا تريد مني؟"
ارتفع حاجبا جوني في دهشة، لكنه حافظ على هدوئه.
جوني (بهدوء): "أنا صديقك، بينجامين. ألا يكفي هذا سببًا؟"
لكن نظرة بينجامين لم تكن عادية، كانت تحمل شيئًا آخر، مزيجًا من الغضب، الخوف، وربما شيء أكثر غموضًا. ضحك ضحكة فارغة، ثم أغمض عينيه للحظة قبل أن يهمس:
بينجامين: "أحيانًا أشعر أنك تهتم بي أكثر مما ينبغي… وكأنك… تراقبني."
تصلبت ملامح جوني للحظة، لكنه استعاد هدوءه سريعًا. تقدم للأمام قليلاً، واضعًا مرفقيه على ركبتيه، ناظراً إلى صديقه المترنح.
جوني (بصوت منخفض لكن حازم): "أنا أراقبك، لأنك تدمر نفسك. لا تجعلني أندم على محاولتي مساعدتك."
فتح بينجامين عينيه مجددًا، ولكن هذه المرة لم يقل شيئًا. ظل يحدق في جوني لفترة طويلة قبل أن يغمض عينيه أخيرًا ويستسلم للنوم العميق.
جلس جوني في مكانه، يراقب صديقه ب**ت. كان هناك شيء غريب في تصرفات بينجامين، شيء لم يستطع تحديده بعد. لكنه عرف شيئًا واحدًا بالتأكيد—هذه لم تكن النهاية، بل بداية شيء أكبر، شيء مظلم يلوح في الأفق.
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.