بينما كانت إيفا تفكر في ما يحدث حولها، لم تستطع أن تفرغ رأسها من صورة والدها الذي لا تزال تتذكره في السجن. كانت ذكرياتها معه مليئة بالألم، الحزن، والخيانة. كيف انتهى بها المطاف هنا، محاصرة بين هؤلاء الأشخاص المجهولين، بينما كان والدها في مكان مظلم، لا يعرف أحد عن حاله شيئًا؟ كان ذلك يثقل قلبها أكثر من أي وقت مضى.
حاولت إيفا أن تدفع هذه الأفكار بعيدًا، لكن قلبها كان يمتلئ بالتساؤلات التي لا تجد إجابة لها. لم تكن تستطيع التفكير في شيء سوى والدها. هل هو بخير؟ هل يعاني؟ وهل ستظل حياتها محكومة بهذا الظلام الذي يلاحقها؟
تلك اللحظة التي كانت فيها في السجن لم تتركها، كانت صرخات والدها في أذنيها، ووعوده بأنها ستجد طريقها، لكنها الآن تشعر وكأنها ضائعة تمامًا. لم تكن لتتخيل أن يتقاطع مصيرها مع هذه الكائنات الغامضة. كان هذا الشعور بعدم الانتماء يعذبها.
إيفا (بهمس، لنفسها):
"أريد العودة... أريد أن أكون مع والدي... لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل سأظل محاصرة هنا؟"
ثم نظرت إلى جون لي، الذي كان يراقبها ب**ت، وكأن على وجهه ثقل الأسئلة التي كانت تدور في ذهنها. كانت عيونها مليئة بالشكوك والخوف، لكنها كانت أيضًا متعبة.
إيفا (بصوت متقطع):
"لا أريد البقاء هنا... لا أريد أن أكون عبئًا على أحد... يجب أن أعود إلى والدي."
جون لي (بحذر):
"إيفا، نحن هنا لنساعدك. لكن حالياً، نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عنك وعن قدرتك. الخطر ليس بعيدًا. ما مررتِ به لم يكن عاديًا."
لكن إيفا كانت قد فقدت القدرة على التركيز على ما يقوله. كل ما كان يشغل ذهنها هو فكرة واحدة فقط: الهروب. الهروب من هذه المنظمة، من هذه الغرفة، من كل هذا. كانت تشعر وكأنها محاصرة في مكان لا تعرف كيف تخرج منه، ولا كيف تجد الطريق إلى والدها.
في تلك اللحظة، كانت بحاجة ماسة للراحة النفسية، ولإجابات، ولكن أكثر من ذلك، كانت بحاجة للأمل.
في صباح اليوم التالي
دخل هنري إلى الغرفة بهدوء، وعيناه تراقبان إيفا بعناية. كان يعلم أن حالتها النفسية ما زالت هشة وأن اللحظة تتطلب حساسية خاصة. كانت إيفا جالسة على السرير، وجهها شاحب قليلًا، لكن هناك شيء في عينيها ينبئ بأنها بدأت تستعيد قوتها ولو قليلًا.
هنري (بصوت هادئ):
"إيفا، أرى أنكِ في حالة أفضل الآن. لدينا أمر هام يجب أن نفعله، ولكن قبل ذلك، أردت أن أقدم لكِ الأعضاء الذين يعملون معنا في المنظمة. "
أشار بيده إلى الأعضاء الذين كانوا يقفون وراءه في الباب، وكل منهم بدا في وضعية مهنية، لكن كان هناك نوع من الجدية في الهواء يحيط بهم جميعًا. كان هنري يعلم أنه يجب أن يقدمهم لها دون الغوص في تفاصيل قد تُزيد من قلقها أو تزيد من توترها.
هنري (بابتسامة حانية):
"هذا هو تايلور، منسق العمليات. هو المسؤول عن ضمان سير المهام بشكل سلس ودقيق."
تايلور كان شابًا طويل القامة، ذو ملامح حادة وعيون تخفي خلفها تركيزًا شديدًا. رغم ال**ت الذي كان يلتزمه، كان حضوره يشعرك بثقل الحكمة.
ثم أشار هنري إلى شخص آخر.
هنري:
"وهذا ويليام، خبير تقنيات المعلومات والاستراتيجيات. لا شيء يحدث من دون أن يكون ويليام على علم به."
ويليام كان يرتدي ملابس عسكرية و كان يحمل جوًا من الجدية الشديدة. بدا كأن عقله يعمل بسرعة لمعالجة المعلومات.
هنري (مستمرًا):
"هذا هو فريدريك، مسؤول العلاقات الخارجية. يمكنه إدارة أي موقف مع أي شخص خارج المنظمة."
فريدريك كان ذو مظهر أنيق، وجهه دائمًا يع** الأناقة والهدوء، لكن عينيه كانتا تع**ان كفاءة عالية في التعامل مع الأمور الحساسة.
ثم أشار هنري إلى الشخص الذي يقف بجانبه.
هنري:
"وهذا جاك، خبير الأسلحة التكتيكية. أي هجوم، هو من يضع خططنا القتالية."
جاك كان صاحب جسم قوي، ذا ملامح صارمة وعينين حادتين. كان دائمًا يتحرك بسرعة، مثل الظل في ساحة المعركة.
هنري أكمل تقديم الأعضاء الآخرين:
هنري:
"وهذا هاني، متخصص في الأمور النفسية والعاطفية، يساعدنا في التواصل مع الأفراد المتضررين."
هاني كان يظهر لطفًا واهتمامًا بكل شيء من حوله. كانت له طريقة غير مباشرة في تقديم النصائح للآخرين.
ثم أشار هنري إلى أندرو.
هنري:
"هذا هو أندرو، طبيبنا في الفريق. هو من اعتنى بكِ عندما كنتِ في خطر."
أندرو كان يحمل ملامح هادئة ومهذبة، وكان دائمًا يبتسم بلطف، مما يعطي انطباعًا بالراحة.
هنري (أخيرًا):
"وهؤلاء هم يون لي و إيريك. الأول هو خبير في المخابرات الداخلية، أما الآخر فهو مختص في الأبحاث والتحليل."
يون لي كان يتمتع بحضور قوي، يبدو دائمًا واثقًا، بينما كان إيريك يبدو غارقًا في التفكير، عينيه تتنقل بين الأرقام والبيانات في ذهنه باستمرار.
هنري:
"وأنا، كما تعلمين، القائد هنري. نحن هنا لمساعدتكِ، ولحمايتكِ. هدفنا هو ضمان سلامتكِ وإعطائكِ القوة لمواجهة ما يحدث."
نظر هنري إلى إيفا بحذر، وهو يعلم أن هذا اللقاء قد يكون كثيرًا عليها في هذه المرحلة.
هنري (بتردد بسيط):
"هذه النظمة العسكرية هدفها الآن هو حمايتك هناك كائنات خارقة للطبيعة تهدد حياة الجميع و حياتك بشكل خاص لنقل انها اشباح و شياطين نحن لا نطلب منكِ أن تكوني جزءًا من هذا العالم، ولكننا فقط نريد أن نكون هنا في حال احتجتِ إلينا. أما بالنسبة لما حدث، نحتاج منكِ فقط أن تكوني هادئة وتمنحي نفسكِ الوقت لاستيعاب ما يجري."
ظل الجميع صامتين لبعض الوقت، بينما كانت إيفا تستوعب هذه الأسماء والوجوه التي تمثل جزءًا من حياتها الجديدة، رغم أنها لم تفهم تمامًا ماذا تعني لها هذه المنظمة. كانت تعيش في دوامة من الأفكار، لكنها أيضًا شعرت بشيء ما يطمئنها. ربما كان وجود هؤلاء الأشخاص في حياتها الآن هو الذي سيحدد مسار مستقبلها.
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.