مرت الأيام في المعبد الاستشفائي ببطء ولكن هادئ، حيث كان الجو يبعث على الطمأنينة والسكينة. كانت الزهور المحيطة بالمكان تعطي شعورًا بسلام داخلي، ورائحة الأعشاب الطبيعية تعطر الأجواء. كان الطاقم الطبي والموظفون يعتنون بـ إيفا بلطف بالغ، متفهمين لحالتها النفسية والجسدية.
إيفا كانت تمر بمرحلة صعبة، فبينما كانت تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة، كانت تتجنب جميع الأشخاص الذين كانوا جزءًا من حياتها السابقة، لكن كان هناك شخص واحد ترك أثراً أكبر في قلبها من غيره، وهو جون لي. على الرغم من أنها كانت تتعامل مع تايلور و ويليام و هاني بلطف وتهذيب، إلا أن إيفا كانت لا تطيق النظر إلى جون لي.
تجاهلها الدائم له كان يبدو متعمدًا، كان يدخل إليها في غرفتها أو يراها في الممرات، لكن عيونها كانت تبتعد عنه وكأنها لم تراه. وفي كل مرة كان يحاول التحدث إليها، كانت إيفا تبتسم بإجبار وتدير ظهرها له، وكأنها لا تريد سماع صوته أو الرد عليه.
في إحدى الجلسات، كان جون لي جالسًا مع ويليام و هاني في ساحة المعبد بينما كانوا يتناولون الطعام. كانت إيفا جالسة بالقرب منهم على طاولة أخرى، تتناول طعامها ب**ت.
جون لي نظر إليها من حين لآخر، لكنه لم يستطع كبح نفسه. قرر أن يقترب منها أخيرًا، على الرغم من أنه كان يعلم أنها ستتجاهله. وقف بحذر وذهب إليها، وعيناه تحملان بعض الأمل.
جون لي: (بصوت هادئ ولكن مليء بالأسى)
"إيفا، لا أريد أن أزعجك، لكن يمكننا أن نتحدث قليلاً؟"
لكنها لم ترفع عينيها منه، استمرت في تناول طعامها ب**ت، وكأنها لم تسمعه. مر الوقت، ولم ترد عليه، حتى بدأ يشعر بالغضب يتسرب إلى قلبه.
إيفا: (بصوت بارد، دون أن تلتفت إليه)
"ماذا تريد الآن؟"
جون لي: (محاولًا تهدئة نفسه)
"أريد فقط أن أفهم لماذا تتجاهلينني دائمًا. ماذا فعلت لكِ لتعاملي هكذا؟"
ولكن إيفا لم تجب، كانت ترفع مل*قتها وتضع الطعام في فمها وكأنها لم تسمعه. كان هذا ال**ت يزعجه بشكل غريب، لكن لم يستطع أن يفعل شيئًا سوى الانتظار.
جون لي: (بنبرة متألمة)
"أنتِ لا تعلمين كم كان الأمر صعبًا عليّ... كنت أحاول أن أحميك، لم يكن الأمر كما تظنين."
ثم **ت لبرهة، محاولًا استجماع قوته ليقول ما يختلج في قلبه.
إيفا: (بتجاهل تام)
"لا أحتاج إلى تبريراتك."
جون لي: (مستفزًا، عيناه غاضبتان)
"لم أكن أريد أن أؤذيكِ، لكن ربما كان ذلك هو أفضل ما يمكنني فعله في تلك اللحظة!"
لكن إيفا نهضت فجأة من مكانها وابتعدت دون أن ترد عليه، وابتسمت ويليام بنظرة تملأها الرحمة، ثم أشار له بهدوء.
ويليام: (بصوت هادئ)
"أعتقد أن الأمر ليس سهلاً عليها. دعها تأخذ وقتها."
هاني: (بابتسامة)
"لن نحل الأمر بالقوة. دعنا نتركها لتهدأ، وستجد طريقها بنفسها في الوقت المناسب."
بينما كانوا يتحدثون، كان جون لي يراقب إيفا عن كثب، وهو يشعر بأن كل محاولاته قد باءت بالفشل. كان يشعر بالحزن العميق، لأنه يعلم أن تجاوزها للماضي سيكون أمرًا صعبًا للغاية، وخاصة عندما يتعلق الأمر به. لكن قلبه كان يملؤه الندم، وكان يتمنى لو يمكنه تصحيح الأمور.
مر الوقت، وكان إيفا تبدأ شيئًا فشيئًا في التحدث مع ويليام وهاني، كما كانت تقضي وقتًا أطول في الحديث مع تايلور، لكن حديثها مع جون لي كان نادرًا جدًا. كان قلبها مغلقًا تمامًا أمامه، وكأنها قد فقدت الثقة في كل شيء كان يقدمه لها.
ومع مرور الأيام، أصبح جون لي يعاني أكثر من التجاهل الذي يشعر به. كان يعتقد أنه سيتقبل الوضع، لكنه كان يتوق إلى شيء واحد فقط: أن تستعيد إيفا ثقتها فيه وتفهم حقيقة ما كان يمر به.
كان جون لي في حالة من الغضب الشديد. فقد أصبح لا يطيق رؤيتها تتجاهله بهذا الشكل، وكان يذهب من المقر إلى المعبد يومًا بعد يوم ليراقبها عن كثب، لكنه لم يحصل على أي فرصة للتحدث معها. رغم محاولاته المستمرة، كانت إيفا تبتعد عنه، وكأن جدارًا غير مرئي كان يفصل بينهما.
اليوم كان دور إريك في مراقبتها ورعايتها، وكانت إيفا تتلقى علاجًا طبيعيًا في إحدى الغرف المخصصة لذلك. كان إريك يراقبها بهدوء، يراقب حركة يد الطبيب الذي يعالج جروحها السابقة. لكن في نفس الوقت كان يحاول أن يفهم حالتها النفسية.
في وقت لاحق، قرر إريك أن يأخذ إيفا في نزهة قصيرة في الحديقة، بعيدًا عن الأنظار. كانت الحديقة مليئة بالأشجار العالية والزهور المتنوعة التي تزين المكان. كانت الأجواء هادئة، والمكان مثالي للاسترخاء.
إريك: (بابتسامة هادئة)
"هل ترغ*ين في التجول قليلاً؟ المكان هنا يساعد على التهدئة."
نظرت إيفا إليه للحظة، ثم أومأت برأسها. كانت لا تزال صامتة، لكن كانت على الأقل تتجاوب قليلاً مع محيطها.
إريك: (بحذر)
"أنتِ لست مضطرة للتحدث إذا لم ترغ*ي، لكنني هنا إذا أردتِ ذلك."
بينما كانوا يمشيان في الحديقة، كان إريك يتحدث إليها بلطف، محاولًا إخفاء قلقه وتوتره. لم يكن يريد الضغط عليها، لكنه شعر بأنها بحاجة إلى شخص يستمع إليها. وعلى الرغم من أنها لم ترد عليه بالكلمات، كان واضحًا من تعبيرات وجهها أنها بدأت تشعر بالراحة في وجوده.
إريك:
"أعلم أن الأمور كانت صعبة عليكِ، وأنكِ لا تعلمين من يمكن الوثوق به. ولكنني أريدك أن تعرفي أننا هنا من أجلك. الجميع هنا يود مساعدتك."
بينما كان إريك يتحدث، كان جون لي يقف في زاوية بعيدة في الحديقة، يراقب كل شيء بعينين ملتهبتين بالغضب. لم يستطع أن يتحمل رؤية إريك وهو يقترب من إيفا بهذه الطريقة اللطيفة، وهو يشعر بالعجز في كل مرة ترى فيه إيفا شخصًا آخر غيره.
كان جون لي يقف هناك، متصلبًا، دون أن يجرؤ على الاقتراب. كان يعلم في أعماقه أنه قد أضاع فرصته معها بسبب تصرفاته السابقة. ولكن رؤية إريك يقف بجانبها ويقدم لها الدعم بهذه الطريقة جعل قلبه يغلي. شعر بالحقد يتسلل إليه، وأصبح لا يستطيع التمييز بين الغضب والحزن.
بعد فترة قصيرة من التجوال في الحديقة، قرر إريك أن يعيد إيفا إلى غرفتها. وعند وصولهم إلى الباب، التفت إلى إيفا وقال بلطف:
إريك:
"أنتِ قوية، إيفا. أنتِ أقوى مما تعتقدين."
لم تجب إيفا، لكنها كانت تبتسم ابتسامة صغيرة لأول مرة منذ فترة طويلة. كانت ابتسامة هادئة، ولكنها كانت دليلًا على أن شيئًا ما بدأ يتغير في داخلها.
بينما كان إريك يقودها إلى داخل المعبد، نظر جون لي إليهما عن بعد، وعيونه مليئة بالكراهية. كان يشعر بالعجز، ولا يعرف كيف يمكنه أن يغير الوضع. لكن مع كل خطوة كانت إيفا تأخذها بعيدًا عنه، كان قلبه يغرق أكثر في الندم والألم.
في الليل، كان المعبد يسوده الهدوء، وكانت إيفا نائمة في غرفتها بعد يوم طويل. فجأة، استفاقت على صوت غير معتاد قادم من الرواق. كان الصوت خافتًا في البداية، لكن مع مرور الوقت أصبح أكثر وضوحًا، وصوت الأقدام الثقيلة يقترب.
خرجت إيفا من غرفتها ب**ت، قلبها ينبض بسرعة، وعينها تبحث عن مص*ر الصوت. ما إن اقتربت من الرواق حتى رأت مشهدًا غير متوقع. كان جون لي يقبض على إيريك من عنقه، ضغطًا على حنجرته، بينما كان إيريك يكافح في محاولات يائسة للتخلص من قبضته.
جون لي (وهو يصر على أسنانه بغضب):
"أنتَ تتقرب منها أكثر من اللازم... ألا تفهم؟ لا مكان لك هنا! انها ملكي "
كان صوت إيريك يكاد يُسمع وهو يحاول التنفس وسط القبضة القوية:
"جون لي... توقف... انا احاول دعمها ..."
لكن جون لي كان غارقًا في غيظه. كان غاضبًا من كل ما حدث، خاصة عندما رأى إيريك يتعامل مع إيفا بلطف، ويظهر لها اهتمامًا كان يعتقد أنه من حقه فقط. تملكه الغضب والغيرة بشكل غير منطقي، وكان يضغط على إيريك بعنف.
في تلك اللحظة، خرجت إيفا من غرفتها، عيونها تتسع من الدهشة والغضب عندما رأت الموقف. كانت إيريك يكاد يختنق، وجون لي يملك تلك القوة المفرطة التي بدا وكأنها تنبع من أعمق نقاط غضبه.
إيفا (بصوت عالٍ، غاضبًا):
"جون لي! ماذا تفعل؟ توقف فورًا!"
ركضت نحوهم، وحاولت دفع جون لي بعيدًا عن إيريك. على الرغم من أن جون لي كان أقوى بكثير منها، إلا أن غضبها وت**يمها جعلاها تشعر وكأنها تملك القوة. صفعت جون لي فكان منصدما .
إيفا (بغضب متصاعد):
"لا أريد أن أراك تقترب منه بهذا الشكل مرة أخرى! أنا لست ملكك، ولا يحق لك التهديد!"
وضع يده على خده مساوعبا صفعة إيفا المفاجئة، وأوقعته في لحظة من التردد. كانت تعبيرات وجهه تتغير بسرعة بين الصدمة والغضب.
جون لي (مزمجرًا):
"أنتِ... لا تفهمين!"
لكن إيفا لم تعطه فرصة. اقتربت منه أكثر، وواجهته بعينين ملتهبتين. كان قلبها ينبض بعنف في ص*رها، وكأنها لم تتحمل أكثر من ذلك.
إيفا:
"لا تفكر مرة أخرى أن تحاول تهديد أي شخص... إذا كنت تعتقد أنني سأستسلم لأسلوبك هذا، فأنت مخطئ."
وقف إيريك الذي بدأ في استعادة أنفاسه ببطء. شعر بالدهشة من قوتها في هذه اللحظة، وهو لا يزال يشكو من القبضة التي كانت تعيق تنفسه. نظر إلى إيفا بإعجاب، وكان يعتقد أنه ربما بدأ يرى جزءًا من قوتها الداخلية.
في تلك اللحظة، ساد ال**ت في المكان. كانت إيفا تحدق في جون لي بعيون مليئة بالإصرار، بينما كان جون لي يضيق عينيه بغضب. كان يبدو أن الأمور وصلت إلى نقطة حاسمة بينهما.
لكن، بعد لحظات من التوتر، تراجع جون لي ببطء، وأخذ خطوة إلى الوراء. كانت الغضب ما زال يشتعل في أعماقه، لكن بوجود إيفا في تلك اللحظة، كان عليه أن يعترف بشيء ما: لن يحقق أي شيء بتصرفاته العنيفة.
جون لي (بصوت منخفض، مشحون بالغضب):
"أنتِ تظنين أن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن لن يكون كذلك..."
ثم، بخطوات ثقيلة، ابتعد عنهم، تاركًا خلفه شعورًا بالتهديد لم ينقضِ بعد.
إيفا (موجهة كلامها إلى إيريك):
"هل أنت بخير؟"
إيريك (وهو يلتقط أنفاسه):
"أنا بخير... لكن شكرًا لكِ."
شعرت إيفا بشيء غريب في داخلها. كان هذا الموقف يبدو كاختبار آخر لقوتها، لكنها أدركت أن هذا لم يكن مجرد تهديد جسدي. كانت حربًا على مشاعرها، وصراعًا على من يمكنه السيطرة عليها.
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.