في الليل، اجتمع القائد هنري مع أعضاء المنظمة الأمنية في غرفة الاجتماعات الخاصة بالمقر. كانت الغرفة مظلمة تقريبًا، باستثناء الضوء الخافت الذي ينبعث من مصابيح السقف العتيقة التي تحيط بالجدران. الجميع كان حريصًا على عدم رفع أصواتهم، لأن الاجتماع كان حساسًا للغاية.
كان هنري يقف عند رأس الطاولة، وعيناه تتنقلان من عضو إلى آخر، وكل عضو في المنظمة كان ينتظر الإشارة ليبدأ الحديث. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، حيث أن مصير إيفا، بالرغم من حالتها الصحية الحرجة، كان الموضوع الرئيسي.
هنري (بصوت هادئ لكنه مليء بالسلطة): "نحن هنا لنتحدث عن إيفا. الوضع لا يمكن تجاهله، ورغم ما حدث، لا يمكننا أن نتجاهل ما قد تؤول إليه الأمور. نحن أمام شيء غريب، شيء لا نفهمه بالكامل، وبسبب ضعفها الحالي، قد نكون أمام فرصة لا تعوض."
وقف تايلور، الذي كان دائمًا مستعدًا للتحرك بسرعة، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتكلم.
تايلور (بلهجة حادة):
"أنا لا أعتقد أنها مجرد ضحية. ما رأيناه حتى الآن، سواء كان في الهجوم أو تصرفاتها، لا يبدو كأنه مجرد حادث عابر. هناك شيء غير طبيعي بشأنها، ويجب أن نكون حذرين."
ويليام، الذي غالبًا ما يتسم بالهدوء، رفع يده بلطف ليعبر عن رأيه.
ويليام (بصوت هادئ):
"لكننا لم نلاحظ أي تهديد مباشر منها. نحن نواجه تهديدًا من جهات أخرى. إذا كانت بالفعل من ج*سنا، فهي لم تظهر أي علامة تدل على أنها جزء من العدو."
فريدريك كان دائمًا الشخص الذي يسعى للحفاظ على التوازن، وأجاب برؤية عقلانية.
فريدريك (بصوت بارد):
"نعم، يجب أن نكون حذرين. أعتقد أن هنري محق في أن الوضع غير واضح. ولكن إذا كانت تشكل خطرًا علينا، سيكون من الأفضل أن نكتشف ذلك سريعًا قبل أن يتفاقم الوضع."
تدخل جاك، الذي كان دائمًا يفضل القرارات الحاسمة والمباشرة، فقال بلهجة قاطعة.
جاك (بابتسامة ساخرة):
"إيفا مجرد فتاة ضعيفة، لا أعتقد أنها تشكل تهديدًا مباشرًا لنا. إذا كانت حقًا كما نعتقد، سنكتشف الأمر في وقت قريب. علينا أن نركز على الموضوع الأهم، وهو كيفية التعامل مع الأشباح والشياطين الذين يهددوننا."
أضاف هاني، الذي لم يكن يشارك كثيرًا في الحديث، لكن رأيه كان دائمًا له وزن.
هاني (بصوت هادئ):
"لا تستهينوا بها. هناك شيء غريب في الطريقة التي تعاملت بها مع تلك الكائنات. علينا أن نفكر في كل الاحتمالات."
بينما كانت النقاشات مستمرة، كان أندرو الطبيب في المنظمة قد أخذ بعض الملاحظات حول الحالة الصحية لإيفا، وأكد للجميع أنها بحاجة إلى الراحة التامة لتستعيد قوتها. نظر إليهم ثم قال.
أندرو (بصوت هادئ):
"نعم، الحالة الصحية لها ضعيفة للغاية. لكن في الوقت نفسه، لا يوجد دليل قطعي على أنها تحمل تهديدًا لنا. أعتقد أننا بحاجة إلى دراسة هذا الوضع من زاوية أخرى، ربما من خلال تحليل المزيد من بياناتها البيولوجية."
يون لي، الذي لم يكن يفضل الدخول في الكثير من المناقشات، قال بنبرة هادئة، وهو يضع يده على الطاولة.
يون لي (بصوت عميق):
"التصرفات الغامضة من قبل الأشباح والشياطين تستحق الاهتمام. علينا أن نتأكد من ما إذا كانت مرتبطة بإيفا أو إذا كان هناك شيء آخر يؤثر عليها."
بقي إيريك هادئًا طوال الاجتماع، ولكنه أضاف في النهاية.
إيريك (بصوت دافئ):
"إذا كانت تشكل تهديدًا، يجب أن نكون جاهزين للتعامل معها. نحن لسنا هنا للتجارب، بل لحماية أنفسنا."
الكل كان متفقًا على أن الوضع يحتاج إلى دراسة دقيقة، ولكن في النهاية كانت القرارات تتجه إلى معرفة ما إذا كانت إيفا جزءًا من تهديد أكبر أو إذا كانت مجرد ضحية للمواقف التي تعرضت لها.
هنري (موجهًا حديثه للجميع):
"الإجماع على أن نستمر في مراقبتها ضروري. لا نستطيع السماح لأي شخص – حتى وإن كانت ضعيفة – أن تشكل خطرًا علينا. يجب أن نعرف كل شيء عن ماضيها، وكل خيط يمكن أن يجيب عن هذه التساؤلات. سأستمر في مراقبة حالتها بنفسي."
ثم أضاف بنبرة حادة:
"والآن، يجب أن نكون حذرين في اتخاذ الخطوات التالية. إذا كانت تهديدًا، سنكتشف ذلك. ولكن إذا كانت ضحية، فلن نسمح لها أن تصبح جزءًا من صراع أكبر."
مع ذلك، تبقى الأسئلة بلا إجابة، وكل عضو في الغرفة كان يتساءل عن الحقيقة الغامضة التي تحيط بإيفا وما إذا كانت تشكل خطرًا على المنظمة أم لا.
استفاقت إيفا ببطء، وعيونها مفتوحة على مصراعيها، لكن جسدها كان يئن من الألم جراء الإصابات التي لحقت بها. كانت تشعر بدوار طفيف بسبب الأدوية التي تم إعطاؤها لها، مما جعلها غير قادرة على التفكير بوضوح. نظرًا للأجهزة الطبية التي كانت موصولة بها، تأملت لفترة في المحيط من حولها، وكأنها تحاول فهم ما حدث.
مع كل ض*بة من الذكريات، عادت شبح تلك اللحظة المروعة، حيث كان الكائن الغريب يهاجمها ويض*بها، بينما كانت في محاولة يائسة للهرب. وجدت نفسها تفكر في الأمر بشكل متسارع، تتساءل: هل هي حقًا مجرد ضحية؟ لماذا كانت هذه الكائنات تستهدفها بشكل محدد؟
تنفست بعمق، محاولة استجماع شجاعتها، وركزت على الإحساس بالراحة النسبي الذي توفره الأدوية. ومع ذلك، كانت القلق يزحف في قلبها، لم تكن قادرة على التخلص من هذا الشعور بأن هناك شيئًا أكبر منها، شيء مظلم وغير مفهوم يحيط بها.
في تلك اللحظة، سمع صوت قدمين تقتربان. رفع رأسها قليلاً لتجد جون لي يقف عند الباب، يراقبها بحذر. كانت نظراته مليئة بالقلق، لكنه كان يحاول إخفاء ذلك وراء وجهه الهادئ.
جون لي (بصوت منخفض):
"كيف تشعرين؟"
ترددت إيفا للحظة قبل أن تجيبه بصوت ضعيف:
إيفا (بهدوء):
"أشعر بألم، لكنني بخير... على الأقل، أنا هنا الآن. ما الذي حدث؟ لماذا أنا هنا؟"
كانت أسئلتها تتدفق واحدة تلو الأخرى، كأنها لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير فيما حدث. على الرغم من الحالة الصحية المزرية التي كانت فيها، كان القلق في عيونها أقوى من أي شيء آخر.
جون لي (بصوت حذر):
"لقد كنتِ مصابة بشدة. الحمد لله أنكِ بخير الآن. ولكن... ما رأيتِ لم يكن شيئًا عاديًا. أعتقد أنه حان الوقت لتفهمي أكثر."
مضت لحظة من ال**ت بينهما، لكن إيفا شعرت بزيادة القلق في قلبها. هي لا تريد أن تكون مص*ر خطر، لكنها الآن تشعر بأنها جزء من لغز لا تفهمه.
إيفا (بتردد):
"هل... هل أنا... مختلفة؟ لماذا كانوا يهاجمونني؟"
تجنب جون لي الرد بشكل مباشر، لكنه اقترب منها أكثر، محاولًا أن يطمئنها.
جون لي:
"سنكتشف ذلك. لكن يجب أن تثقي بنا. نحن هنا لنحميكِ."
ومع ذلك، لم تستطع إيفا أن تزيل تلك الفكرة عن ذهنها. هل كانت حقًا مجرد ضحية؟ أم أن هناك شيئًا في داخلها هو ما جذب كل هذا العنف والظلام؟
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.