هل رأت شبحا؟

[في منزل آنا]

مكثت إيفا في منزل آنا لعدة أيام، تعيش في حالة من ال**ت العميق، غير قادرة على التفكير أو التحدث. كانت التجربة التي مرت بها في الحديقة مع الشبح تلاحقها في كل لحظة، كانت تلك الصورة التي لا يمكنها نسيانها تلتصق بذاكرتها. كانت تشعر بالارتباك، وهي تراقب آنا باهتمام لكن دون أن تشاركها أي كلمة عن ما رأته. كان قلبها يثقلها بالقلق، والشعور بأنها قد تكون محط الأنظار لأشياء أكبر منها. كلما تذكرت الحادثة، زاد شعورها بالعجز، وكان كل شيء حولها يبدو غريبًا وغير طبيعي.

آنا (وهي تجلس بجانبها على الأريكة، تحاول تهدئتها): "إيفا، أعتقد أنه حان الوقت لتكلمي عن ما رأيته. يجب أن تخرجي هذا من قلبك."

إيفا (همست بصوت خافت، تكاد لا تُسمع): "لقد رأيته... الشبح... كان هناك، وكان يقترب منا."

آنا (بتفكير): "لكن... كيف يمكن أن ترى شبحًا؟ أليس هذا مستحيلاً؟"

إيفا (مغمغمة، بصوت مرتجف): "لا أعرف... لكنني رأيته، وآسفة. لا أستطيع تفسيره. كان حقيقيًا جدًا."

آنا (بهدوء): "لا بأس. ربما كان ذلك مجرد حلم أو هلوسة. لكن إذا كان حقيقيًا... يجب أن نعرف ما يحدث."

إيفا كانت في حالة صدمة، ولا تستطيع أن تُفكر بشكل منطقي. كل شيء في حياتها كان يتغير بسرعة، وكانت لا تعرف كيف تتعامل مع هذا التغيير الغريب.

[في مقر المنظمة]

في الوقت ذاته، كان جوني في مقر المنظمة، يتدرب بشكل قاسي. كان يشعر بشيء ما في داخله، وكأن هناك تحديات كبيرة تلوح في الأفق، وكان هذا الشعور يعكر صفو تركيزه. رغم قوته الجسدية، كانت أفكاره مشوشة، وكانت إيفا، تلك الفتاة العادية التي أصبح يهتم بها، تسيطر على تفكيره. كان يعرف أنه عليه أن يظل بعيدًا عنها، لكنه شعر بأن قلبه يأخذ اتجاهًا مختلفًا.

هنري (وهو ينظر إلى تقرير تايلور، وقد بدا عليه القلق): "إيفا ليست مجرد فتاة عادية. هذا يؤكد كل شكوكنا. إذا كانت قادرة على رؤية الأشباح، فهذا يعني أنها تحمل شيئًا خاصًا بداخلها. يجب أن تبقى تحت المراقبة المستمرة."

تايلور (بنبرة حادة): "لكن... هل نعتبرها تهديدًا؟ كيف سنتعامل مع هذا؟"

هنري (بتعبير صارم): "لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه الظاهرة. يجب أن نراقبها عن كثب، وعلى جوني أن يظل قريبًا منها. إذا كانت تشكل تهديدًا لنا أو إذا كانت تمتلك قدرات خارقة، يجب أن نكون مستعدين للتعامل مع الوضع بحذر."

كان هنري يخطط بعناية، وقد شعر بأن إيفا قد تكون جزءًا من خطة أكبر لا يعرفونها بعد. كانت قواه ال*قلية تنبؤه بأنها قد تكون تمثل تهديدًا لمصالحهم، وقد حان الوقت لاتخاذ تدابير احترازية.

[داخل المقر - في صالة التدريب]

في أحد زوايا صالة التدريب، كان جوني يتمرن بحركات سريعة وقوية. كانت عينيه تع** القلق، لكنه كان يحاول تجاهل كل شيء والتركيز فقط على مهامه. كلما كانت أفكاره تتجه نحو إيفا، كان يشعر بأن ما يفكر فيه ليس من مصلحته، لكنه لم يكن يستطيع الهروب من هذا الشعور الغريب.

في النهاية، قرر جوني أنه بحاجة إلى العودة إلى إيفا، لا ليشرح لها ما حدث أو ليخبرها بالحقيقة، بل ليطمئن عليها. لم يكن يريد أن تكون جزءًا من هذا العالم المظلم، لكنه كان يعلم أن قدراتها قد تجذب الأنظار، وأنه يجب أن يكون هناك لحمايتها.

[المنظمة - غرفة هنري]

هنري (وهو ينظر إلى تقرير تايلور، ثم يوجه نظره نحو جوني): "أنت تعلم تمامًا أن إيفا ليست مجرد فتاة عادية. إذا كانت تستطيع رؤية الأشباح، هذا يغير كل شيء. نحن بحاجة إلى مراقبتها بعناية."

جوني (بتعبير هادئ، لكن عينيه تكشفان عن قلقه): "أفهم ذلك، ولكن لا أستطيع أن أتركها وحدها. أنا... مسؤول عن سلامتها."

هنري (بتعبير صارم): "مراقبتها فقط ليس كافيًا. نحن بحاجة للتأكد من أنها لن تشكل تهديدًا لنا. وإذا كانت تحتوي على قدرات غير مفهومة، قد تكون لها علاقة بشيء أكبر. عليك أن تكون أكثر حرصًا."

جوني (بهدوء): "سأظل معها، وسأحميها، مهما كان الثمن."

بينما كانت الأمور تتصاعد من حولهم، كان الجميع يدرك أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، وأن وجود إيفا قد يكون مفتاحًا لفتح أبواب لا أحد يريد أن يكتشفها.