في صباح اليوم التالي، انطلقت سيارة بينجامين وسط **ت ثقيل، بينما جلست إيفا في المقعد الأمامي تحدق عبر النافذة بشرود. لم يوجه والدها أي حديث إليها سوى أمر مختصر عند وصولهما:
بينجامين: "انزلي. ولا تفكري في التهرب مجددًا."
فتحت إيفا باب السيارة وتقدمت نحو المدرسة بخطوات بطيئة، محاولة تجاهل نظرات والدها الحادة التي تراقبها حتى اختفت خلف الأبواب الكبيرة.
تن*د بينجامين بعمق، ثم أدار محرك السيارة وانطلق نحو مقر عمله. عندما وصل إلى الشركة، شعر بأن الأجواء متوترة على غير العادة. تقدّم نحو مكتبه ليجد كومة من الأوراق مكدسة على طاولته، وإشعارات رسمية تنتظر توقيعه. جلس وأخذ يقرأ التقارير بقلق، حتى اكتشف أمرًا صادمًا.
بينجامين (بصدمة وهمس لنفسه): "ماذا؟! هذا غير ممكن…"
كانت الوثائق تحمل تحذيرات شديدة بسبب أخطاء مالية جسيمة حدثت خلال الشهر الماضي، وأخرى تتحدث عن تلاعب في الحسابات. تصاعد القلق في ص*ره، وبدأ قلبه ينبض بعنف. لم يتذكر أنه ارتكب أي خطأ مماثل، لكن الأرقام أمامه تقول غير ذلك.
أمسك هاتفه بسرعة واتصل بجوني.
بينجامين: "جوني، تعال إلى مكتبي حالًا، هناك شيء خطير يحدث!"
بعد دقائق، دخل جوني إلى المكتب، نظراته تحمل الفضول والقلق في آنٍ واحد.
جوني: "ما الأمر؟ لماذا تبدو وكأنك رأيت شبحًا؟"
بينجامين (يرمي بالملفات على الطاولة): "انظر بنفسك! تقارير الإنذار هذه… أخطاء في الحسابات، تلاعب بالأرقام… إنهم يتهمونني بعدم التركيز في عملي!"
تصفّح جوني الأوراق بعناية، عاقدًا حاجبيه.
جوني: "هذا غريب… لم تكن يومًا شخصًا يرتكب أخطاء كهذه."
بينجامين (يمرر يده في شعره بتوتر): "بالضبط! هناك شيء غير منطقي هنا، لكن لا أملك أي دليل… ماذا لو كان أحدهم يحاول الإيقاع بي؟"
جوني (يفكر للحظة ثم يجلس على طرف الطاولة): "هل لد*ك أعداء في الشركة؟ أو ربما… شخص مستفيد من سقوطك؟"
بينجامين (ينظر إليه بحدة): "هذا ما أخشاه… لكن لا أملك أي فكرة عن من قد يكون وراء هذا."
في تلك اللحظة، طرق أحد الموظفين الباب ودخل حاملاً مظروفًا بني اللون.
الموظف: "سيد بينجامين، المدير يطلب رؤيتك في مكتبه حالًا."
نظر بينجامين إلى جوني نظرة مليئة بالقلق، ثم نهض ببطء، شاعرًا أن هذه اللحظة قد تكون نقطة تحول في حياته المهنية… أو نهايتها.
جوني (بصوت منخفض وهو يربت على كتف بينجامين): "ابقَ هادئًا… وسنكتشف الحقيقة."
توجه بينجامين نحو مكتب المدير، بينما بقي جوني جالسًا، يتأمل الأوراق مجددًا، محاولًا البحث عن أي خيط يكشف الحقيقة…
دخل بينجامين إلى مكتب المدير بخطوات مثقلة بالقلق، وما إن أغلق الباب خلفه حتى واجهه المدير بنظرة صارمة تفيض بالغضب.
المدير (بصوت حاد): "هل لد*ك أي تفسير لما يحدث؟!"
وقف بينجامين متصلبًا، يحاول استجماع أفكاره.
بينجامين: "سيدي، أنا متأكد من أن هناك خطأ ما، لم أرتكب أي تلاعب أو إهمال متعمد."
المدير (يض*ب سطح المكتب بقبضته): "خطأ؟! هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك! لدينا خسائر بسبب تقاريرك، وعليك تحمل مسؤوليتها! أنت مطالب بتسديد ديونك السابقة، بالإضافة إلى الغرامات الناتجة عن أخطائك المتكررة!"
شعر بينجامين بصدمة عنيفة تجتاح جسده. لم يكن يعلم حتى أنه يملك "ديونًا سابقة"!
بينجامين (بتوتر واضح): "ديون؟! عن ماذا تتحدث؟ لم أكن على علم بأي ديون مسجلة باسمي!"
ألقى المدير مظروفًا آخر فوق المكتب.
المدير: "هذه الملفات تثبت أن هناك مبالغ ناقصة في الحسابات التي كنت مسؤولًا عنها. وبحسب تقارير التدقيق، فإنك المسؤول الوحيد عن هذه الثغرات. أمامك أسبوع واحد فقط لتسوية الأمور، وإلا ستواجه إجراءات قانونية!"
ابتلع بينجامين ريقه بصعوبة، شعر بأن الأرض تنزلق من تحته. كل شيء كان مفاجئًا، غير منطقي، وكأنه وقع في فخ لم يدرك وجوده.
بينجامين (بهدوء يحاول السيطرة على نفسه): "سيدي، أحتاج إلى وقت للتحقق من هذه الأخطاء… هناك احتمال أن يكون هناك تلاعب أو اختراق في الحسابات."
ضحك المدير بسخرية.
المدير: "أوه، إذن الآن تلقي باللوم على الآخرين؟ لم أكن أتوقع منك هذا الأسلوب الرخيص، بينجامين. إما أن تحل الأمر، أو أن تحزم أغراضك وتغادر."
خرج بينجامين من المكتب والغضب والقلق يتصارعان في داخله. شيء ما كان يحدث خلف الكواليس، وكان عليه كشف الحقيقة قبل أن يخسر كل شيء.
عندما عاد إلى مكتبه، وجد جوني ينتظره بفارغ الصبر.
جوني (بقلق): "ماذا حدث؟ تبدو وكأنك رأيت شبحًا."
بينجامين (يضع المظروف على الطاولة بقوة): "ليس شبحًا، بل مؤامرة…!"
جلس جوني بسرعة وبدأ يقلب الأوراق، بينما كان بينجامين يفكر في الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدته في كشف الحقيقة… لكنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان الوقت في صالحه أم ضده.
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.