بدأت إيفا تتصرف بغضب شديد، فاندفعت نحو جون لي وض*بت ص*ره بكل قوتها، يدها ترتجف من الغضب، لكنها لم تملك القدرة على السيطرة على مشاعرها المتفجرة.
إيفا (بغضب شديد):
"أنت خذلتني! لقد خذلتني بكل شيء! كنت أخشى أنني في خطر، لكنك كنت جزءًا من هذا كله! لقد كنت تراقبني طوال الوقت، وأنت تعرف كل شيء عني!"
كانت ض*باتها على ص*ره متتابعة، لكن جون لي لم يرد، فقط وقف هناك، يحاول امتصاص غضبها، مع ذرف القليل من الألم في عينيه.
نظرت إيفا إلى الأعضاء الذين كانوا يشاهدون الموقف بتوتر، وكان التوتر واضحًا على وجوههم. كانوا يتبادلوا النظرات بينهم، بعضهم يشعر بالحيرة، وآخرون يحاولون كبح مشاعرهم، وكان هنري يتابع الموقف بحذر، دون التدخل، بينما بدا تايلور في موقف لا يحسد عليه، يراقب بحذر.
إيفا (وهي تكمل بصوت عالٍ، وقد امتلأت عيونها بالدموع):
"أنتم جميعًا تعرفون؟ أنتم جميعًا جزء من هذا السر؟ كيف تجرؤون على إخباري بأنني تحت الحماية؟! أنتم تحبسونني هنا بحجة حمايتي من شيء لم أتمكن من فهمه!"
ثم ض*بت جون لي على ص*ره مرة أخرى، كأنها تحاول التخلص من كل المشاعر المكدسة داخلها.
في تلك اللحظة، شعر جون لي بمشاعر متضاربة، كان يريد أن يهدئها، أن يشرح لها كل شيء، لكن كان يعلم أن الوقت ليس مناسبًا لذلك. أغمض عينيه لفترة قصيرة، وتحدث بهدوء ولكن بحزم.
جون لي (بصوت هادئ، لكنه مليء بالحزن):
"إيفا، أرجوكِ، توقفِ. أعلم أن هذا صعب، وأعلم أنني خذلتكِ. لكن كل هذا من أجل حمايتكِ. أنتِ في خطر حقيقي، والأمر أكبر من أن تتحمليه بمفردكِ."
كان وجهه مليئًا بالحزن، لكن عينيه أظهرت أنه مستعد لفعل أي شيء لحمايتها، حتى لو كان ذلك يعني تحمل غضبها.
"لا أستطيع أن أخبرك بكل شيء الآن، لكننا نعمل على حمايتكِ من ما لا يمكن لأحد تخيله."
لكن إيفا كانت لا تزال غاضبة، وتستمر في ض*به وسط ال**ت المشوب بالتوتر الذي يحيط بالجميع. كانت عيناها مليئتين بالدموع، لكنها لم تكن قادرة على التراجع.
إيفا (بغضب شديد):
"حماية؟! من ماذا؟! من أشياء أنتم جزء منها؟ أشياء لا أستطيع حتى تخيلها؟! لماذا لم تخبروني من البداية؟ لماذا كان عليّ أن أكتشف ذلك بنفسي؟ لماذا أخفيتم عني كل شيء؟"
ثم انهارت على الأرض، منهكة، لكن غضبها لم يهدأ تمامًا، وكان قلبها مليئًا بمزيج من الألم والخيبة.
نظر القائد هنري إلى إيفا بنظرة حادة، وتحدث بصوت منخفض لكنه مليء بالغضب:
"حسب الأوامر، ستبقي هنا. ليس لدينا خيار آخر. أنتِ في خطر، وما حدث لا يمكن أن يُسمح له بالتكرار."
ثم التفت ليغادر، وخرج الجميع وراءه، لكن جون لي بقي في مكانه للحظة، يراقب إيفا التي كانت لا تزال تجلس على الأرض، هادئة بشكل غريب بعد الانهيار العاطفي الذي مرت به.
لكنه لم يلبث أن لحِق بـ هنري سريعًا، وعندما لحق به في الممر، بدأ يعاتبه بهدوء، رغم أن الغضب كان يملأ قلبه:
"لم يكن الوقت مناسبًا لقول الحقيقة لها الآن. هي ليست جاهزة بعد. كنت أظن أننا نحتاج للمزيد من الوقت لنشرح لها الأمور تدريجيًا."
كان جون لي يخطو بخطوات سريعة خلف هنري، وعيناه مليئتان بالقلق.
"لقد كان يجب أن نكون أكثر حذرًا. لقد خرجنا عن الخطة، والنتائج ستكون كارثية إذا لم نتمكن من تهدئتها أولًا."
هنري (بصوت بارد):
"الأوامر كانت واضحة، جون لي. كان يجب أن تواجهها بالحقيقة في وقت ما. أفضل أن تعرف الآن بدلًا من أن تكتشفها بطريقة أسوأ لاحقًا. نحن لا نملك رفاهية الوقت."
توقف هنري فجأة، ونظر إلى جون لي بنظرة حادة، ثم تابع:
"لكن يجب أن تدرك أن إيفا ليست شخصًا عاديًا، وهناك أشياء أكبر من مجرد مشاعرنا تجاهها. خطرنا جميعًا مرتبط بها، وعليك أن تفهم هذا جيدًا."
جون لي (بتوتر):
"أفهم، ولكننا بحاجة للتعامل معها بحذر، القائد. إذا تمكنا من **ب ثقتها أولًا، سنتمكن من مساعدتها، لكن هذا الأمر ليس بسيطًا كما يبدو."
هنري (بتن*دات ثقيلة):
"سنرى. لكن الآن يجب أن نركز على حماية الجميع. إذا بقيت إيفا هنا، فإننا بحاجة لوضع خطة أكثر صرامة. لا يمكننا المخاطرة."
ثم تابع مسيرته دون أن ينتظر جون لي، الذي وقف في مكانه للحظة، يختزن في قلبه القلق والهم. كان يعلم أن إيفا لم تكن مستعدة لما سيحدث، لكنه كان مضطرًا للقيام بذلك من أجل سلامتهم جميعًا.
كانت إيفا في حالة من الانهيار التام، كل ما سمعته كان فوق طاقتها على التحمل. قلبها كان يكاد ينفجر من شدة الصدمة والغضب، وعقلها لا يستطيع استيعاب ما كان يحدث. فجأة، انفجرت في نوبة من الهستيريا، قامت ب**ر كل شيء في الغرفة من حولها.
أثاث الغرفة كان يتناثر في الهواء، قطع الزجاج تتناثر على الأرض، والكتب تتناثر في كل الاتجاهات. كل شيء كان يرمى في وجه الجدران وكأنها محاولة يائسة لإطلاق كل ما في داخلها من ألم وغضب.
كان ص*رها يعلو ويهبط بسرعة مع كل نفس، وعيناها كانتا مملوءتين بالدموع التي لم تستطيع حتى أن تترجمها إلى كلمات. لقد كانت حبيسة بين الحقيقة المريرة التي اكتشفتها الآن، والمشاعر التي لا تعرف كيف تسيطر عليها.
إيفا (وهي تصرخ):
"لماذا؟! لماذا تخفون عني كل شيء؟! ما الذي فعلته لأستحق هذا؟! لماذا أنا؟!"
وكانت أيديها ترتجف، تحاول السيطرة على جسدها الملتاع، لكنها كانت عاجزة تمامًا عن التحكم. لم يعد بإمكانها أن تتحمل الأكاذيب التي دُفعت بها طوال الوقت، ومع كل لحظة كانت تغرق فيها في بحر من الأسئلة التي لا إجابة لها.
جون لي الذي كان يقف في الخارج، شعر بكل كلمة وكل حركة، ولم يستطع سوى أن يراقب من بعيد، يشعر بثقل المسؤولية التي كانت تقع عليه. بعد قليل، قرر أن يذهب إليها. لكنه كان يعرف أنه يجب أن يكون حذرًا للغاية؛ فقد كانت في أقصى درجات الاضطراب، وكل خطوة خاطئة قد تؤدي إلى كارثة.
لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليها، سمع صوت الأطباء يهرعون إلى الغرفة، يحاولون تهدئتها، لكن إيفا كانت خارج السيطرة تمامًا.
دخل الأطباء إلى الغرفة بسرعة، كانوا يتحدثون بهدوء ويحاولون تهدئة إيفا، لكن الوضع كان خارج عن السيطرة. إيفا كانت في حالة من الهستيريا التامة، وكلما حاولوا الاقتراب منها، كان الغضب يزداد داخلها، وكانت الأشياء تتناثر أكثر.
أندرو، الطبيب الرئيسي في المنظمة، اقترب بحذر منها وهو يرفع يديه في محاولة لتهدئتها.
"إيفا، أنا هنا لمساعدتك. نحن لا نريد أن نؤذيك. اهدئي، نحن فقط نحاول أن نساعدك."
لكن إيفا كانت في حالة انفجار عاطفي، ولم تستطع أن تتحمل أكثر. كانت تبكي وتصرخ، حتى أن جسدها كان يهتز بشدة.
كان أندرو يعرف جيدًا كيف يتعامل مع حالات الهستيريا، لكنه كان متأكدًا أن الوضع كان معقدًا أكثر من أي وقت مضى. أشار إلى أحد المساعدين، الذي أخرج حقنة مهدئة. كان الحل الوحيد في تلك اللحظة.
أندرو (موجهًا حديثه للآخرين):
"سنحتاج إلى إعطائها هذا المهدئ فورًا لتجنب أي ضرر إضافي. اتركوا لي الأمر الآن."
تمكنت إيفا من مقاومة قليلاً، لكنها في النهاية شعرت بالحقنة تدخل إلى جسدها، ومع مرور الوقت بدأت تدريجياً في الهدوء. تنفسها أصبح أبطأ، وكانت عيونها تغلق شيئًا فشيئًا حتى سقطت في نوم عميق.
الأطباء سحبوا أنفسهم بهدوء من الغرفة، تاركين إيفا في حالة من الاسترخاء التام، بينما جون لي كان يقف في الزاوية، يشعر بالعجز والحيرة. عينيه كانت مليئة بالأسئلة التي لم يجد لها جوابًا.
Waiting for the first comment……
Please log in to leave a comment.